عدد المساهمات : 978تاريخ التسجيل : 07/12/2008الجنس : الهواية : الـــدولــة : المهنة : العمر : 43 التقييم : 27 نقاط : 2693
موضوع: القول المفيد في تنفيد كلام خطيب مصلي العيد الأربعاء نوفمبر 09, 2011 10:15 pm
الاخوة الاعزاء حياكم الله وبياكم وبعد ألسنة لا تجف عن الكلام وعقول مشتتة وافكار متخطبة إثر كلام فضيلة الشيخ أيمن البشبيشي في صلاة عالعيد الاضحي عن كني الحكم في الولايات العامة والخاصة والحق أقول لكم انني لا احب ان اعرض كلام الشيخ او مجرد فهمي او فهم غيري إنتصار لراي وتخطئ لاخر قلت عل من الأفضل أبين المساءلة في ثيابها الشرعية بعيدا عن هذا او ذا فأقول وبالله التوفيق يشترط فيمن يُنْتخَبُ رئيسًا أو مديرًا أو مسؤولاً أو مُرَشَّحًا أو غيرة ف شرطان أساسيّان:
الشرط الأول:الأمانة، والأمانة تستلزم الإيمانَ والاستقامةَ والتديّن؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ» رواه الإمام أحمد بسند صحيح. فلابد أن يكون المُرَشَّح أمينًا دَيِّنًا صَيِّنًا مُصَلِّيًا حفيظًا لحدود الله مُعَظِّمًا لمحارم الله، يخشى الله ويراقبه، قال إمام الحرمين الجويني رحمه الله في كتابه الغِيَاثي: "منْ لا يُوثَق به في باقةِ بَقْلٍ (حزمة فجل) كيف يُرى أهْلاً للحَلِّ والعقد؟! ... ومن لم يتَّقِ الله لم تُؤمنْ غوائلُه، ومن لم يَصُنْ نفسه لم تنفعه فضائله كما تستلزم أيضاا القدرات العقلية والمهارات الفكرية والقدرة البدنية والجسدية
ولهذا لا يستحقُّ صوتَك صاحبُ الهوى والبدعة والضلالة، ولا يستحقُّ صوتَك المنحرفُ اللاّهثُ وراءَ الشهرة والشهوة، ولا يستحقُّ صوتَك المُتَنَفِّعُ الذي يتخذ مصالحَ المسلمين مطيَّةً لتحقيق مصالحِه الخاصَّة ورغباتِه الذاتية. إنه لا يستحقُّ صوتَك إلاّ الحفيظالأمين، كما قال يوسف عليه السلام: ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأرْضِ إِنِي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾، قال ابن كثيرٍ رحمه الله: "حفيظ أي خازنٌ أمين، عليمٌ ذو علمٍ وبصيرةٍ بما يتولاَّه"، وفي قصة العفريت الذي عرض نفسه على سليمان -عليه السلام- أن يأتيه بعرش ملكة سبأ: ﴿قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِي عَلَيْهِ لَقَوِيٌ أَمِينٌ﴾.
أما الشرط الثاني فيمن تنتخبه وتختاره، فهو: الكفاءة والمهارة والقوة والتخصص وحسن التصرف والتدبير. هذه الكفاءة هي صفة العلم الواردة في مؤهلات يوسف -عليه السلام- لِيَسْتَوْزِر وزارةَ المالية والتموين ﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأرْضِ إِنِي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾، وهي القوة التي جاءت في قوله تعالى: ﴿إِن خَيْرَ مَنِ اسْتأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأمِينُ﴾، قال الإمام النَّسَفي رحمه الله: "إن خير من استأجرت القوي الأمين كلامٌ جامعٌ؛ لأنه إذا اجتمعت هاتان الخصلتان: الكفاية والأمانة في القائم بأمرك، فقد فَرَغ بالُك وتمَّ مرادُك". والقوة في كلِّ ولاية بحسبها، قال ابن تيمية -رحمه الله- في كتابه السياسة الشرعية: "فَلَيْسَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَعْمِلَ إلَّا أَصْلَحَ الْمَوْجُودِ وَقَدْ لا يَكُونُ فِي مَوْجُودِهِ مَنْ هُوَ أَصْلَحُ لِتِلْكَ الْوِلَايَةِ فَيَخْتَارُ الْأَمْثَلَ فَالْأَمْثَلَ فِي كُلِّ مَنْصِبٍ بِحَسْبِهِ...ثم قال... اجْتِمَاعُ الْقُوَّةِ وَالْأَمَانَةِ فِي النَّاسِ قَلِيلٌ؛ وَلِهَذَا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه- يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَشْكُو إلَيْك جَلَدَ الْفَاجِرِ وَعَجْزَ الثِّقَةِ. فَالْوَاجِبُ فِي كُلِّ وِلَايَةِ الْاصْلَحُ بِحَسْبِهَا. فَإِذَا تَعَيَّنَ رَجُلانِ أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ أَمَانَةً وَالْآخَرُ أَعْظَمُ قُوَّةً؛ قُدِّمَ أَنْفَعُهُمَا لِتِلْكَ الْوِلَايَةِ وَأَقَلُّهُمَا ضَرَرًا فِيهَا...الخ ما قال رحمه الله من كلامٍ نفيسٍ.