كتب: محمد شعبان
تصوير: محمد لطفى
وقد اتفقت كل القوى السياسية الإسلامية وغير الإسلامية على رفض المبادىء
الحاكمة فوق الدستورية والتأكيد على الإبقاء على المادة الثانية من الدستور
على حالها للحفاظ على الهوية الإسلامية للدولة كما أعلنوا عن تأييدهم
للمجلس العسكرى حفاظا على كيان الدولة واتفقوا على إعطاء الفرصة لحكومة شرف
لتنفيذ مطالب الثورة .. وكانت ساحات الميدان اليوم أشبه بيوم عرفات حيث
توافد مئات الآلاف من المواطنين ممن ينتمون لمختلف الجماعات الإسلامية
للمشاركة فى هذه المليونية دفاعا عن إسلامية الدولة رافعين لافتات تقول:
إسلامية إسلامية .. "من لم يحكم بما أمر الله فأؤلئك هم الكافرون".. الشعب
يريد شرع الله .. ارفع رأسك فوق انت مسلم .. القرآن دستورنا.. كما رفعوا
رايات تحمل آيات وعبارات التوحيد " لا إله إلا الله" ..
وقد حرصت الإذاعات والمحطات الفضائية على نقل شعائر صلاة الجمعة من
الميدان منها إذاعة القرآن الكريم والتليفزيون المصرى والجزيرة وقناة
التحرير وقناة 25 يناير .
ومن ناحية أخرى فقد تكفل السلفيون بحماية وتأمين الميدان من كافة مداخله
.. وألقى خطبة اليوم الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم حيث قال فى
كلمته: يا شعب مصر العظيم لقد خرجتم يوم الخامس والعشرين من يناير لتقضوا
على حقبة من الزمن امتلأت بكل ألوان الفساد حيث عانت مصر من استبداد وظلم
وفساد سياسى واعتقالات للأبرياء ولقد شاء الله لنا ان نطهر أنفسنا بأنفسنا
فخرجنا من أجل أن نحول مسار البلاد من ظلم إلى عدل ومن ظلم وجور وطغيان إلى
إصلاح وفقدنا من أجل ذلك الكثير من أبنائنا الذين سالت دماءهم هنا من اجل
الحرية والكرامة .. ولقد خرجنا ولا زلنا نخرج من اجل التأكيد على مطالب
ثورتنا حيث نشهد تباطؤ شديد بل عمل أعداء الثورة على نشر الخلاف وحاولوا
الوقيعة بين أبناء الوطن . وانا أقول لهؤلاء أن أبناء مصر الشرفاء جاءوا
اليوم على اختلاف أفكارهم وانتماءاتهم السياسية إلى أرض ميدان التحرير قبلة
الحرية والكرامة من أجل ان يعلنوا أنهم يد واحدة من أجل مصلحة الوطن ومن
أجل مصلحة هذا الشعب وقد أبوا ان يفرق بينهم احد .. وهاهم أبناء مصر جاءوا
إلى هنا ليرفعوا راية مصر خفاقة حيث ذابت بينهم الفوارق وعلت عندهم الوطنية
على كل شىء .. جاءوا ليبرهنوا للعالم أن محاولات الفرقة والوقيعة بينهم
سيكون مصيرها الفشل وليرانا العالم ونحن على هذا الشكل من التواجد الحضارى
وهذه الوحدة الرائعة التى تعد الخطوة الأولى فى طريقنا لتحرير بيت المقدس
وحتما سيأتى يوم من اجل ان نصلى فى المسجد الأقصى ونقول لإسرائيل آن لك ان
تفزعى وان يرتجف قلبك فقد توحد الشعب المصرى وفشلت كل محاولات الفرقة
والتشتت بين هذه الشعب العظيم.. إننا قادموا يا سكان فلسطين ويوما سنصلى
معكم فى المسجد الأقصى .
وخلال خطبته أكد الشيخ مظهر شاهين على ان مصلحة الوطن الكبرى سترتفع فوق
الجميع وان الثورة على أتم استعداد لتقديم شهداء آخرين فى سبيل الحرية وفى
سبيل العدالة ويا شعب مصر العظيم لا تتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ودعا
الشيخ مظهر للتعاون على البر والتقوى وأكد على ان مصر دولة إسلامية ..
وإسلامية تعنى ان يعيش الأقباط فى حمانا لأنهم شركاء فى هذا الوطن ومصر
ستبقى وتظل إسلامية وهذا راسخ فى قلوبنا وان المادة الثانية من الدستور
بمثابة جبل المقطم على أرض مصر لا يمكن لأحد أن يزحزحه ..وأما بالنسبة
لمطالب الثورة فما زلنا نطالب بسرعة إنهاء المحاكمات وتطهير المحليات
ومحاسبة رموز النظام السابق.
وحول مفهوم الإرادة الشعبية قال الشيخ مظهر ان الشعب هو الذى يقرر مصيره
واننا ملتزمون بما قررته الإرادة الشعبية فيما يتعلق بنتائج الاستفتاء على
الدستور كما سيبقى جيش مصر خطا أحمر فهو الذى حمى الثورة العظيمة وهو الدرع
الحامى لهذا الوطن كما تقرر إعطاء فرصة لحكومة الدكتور عصام شرف كى يعيد
ترتيب الأوراق وأقول للشعب انه لن يستطيع أحد ان يفرض علينا وصايته ومصير
هذا الوطن هو ملك لأبناءه ولا يستطيع احد ان ينادى بإقصاء احد.
وحذر الشيخ مظهر باسم جماهير الثورة اى دولة أجنبية تريد ان تعبث بأمن مصر
حيث ان الثورة المصرية لها أنياب وان شعب مصر قادر مع قواته المسلحة ان
يرد أى عدوان خارجى وسنزود عن تراب هذا الوطن ونطالب ونشدد على ضرورة ان
يضع المجلس العسكرى جدولا زمنيا لتسليم السلطة لمدنيين ونؤكد على أننا
والجيش يد واحدة وكلنا مصريون.
وبعد آداء الصلاة هتف الجميع بهتاف واحد هو:تطهير حرية عدالة اجتماعية .
ثم تقدم الدكتور صفوت حجازى حيث أدلى ببيان نيابة عن اللجنة التنسيقية
لجماهير الثورة وقال فى كلمته : إننا صف واحد ولن يفرقنا أحد فهذا شعب مصر
جاء إلى هنا بكل أطيافه وألوانه وفئاته وهذه ثورتنا وهذه إرادتنا .. إن
الإرادة الشعبية تطالب بعلانية المحاكمات وان نرى مبارك خلف القضبان ولن
تقر أعيننا إلا أن نراه فى القفص هنا فى القاهرة وهذه إرادتنا الشعبية كما
أننا لن نقبل ان يلتف احد على أهدافنا فنحن لا نريد مبادىء فوق دستورية ولا
تحت دستورية ولا نريد ضوابط حاكمة ولا خلافه حيث ان إرادتنا الشعبية تعنى
انه لا مساس بالمادة الثانية من الدستور كما ان إرادتنا الشعبية تأمر
المجلس العسكرى بان يحدد جدولا زمنيا لنقل السلطة للشعب وان نحكم بما يرضى
الله. ولن نقبل بغير الإسلام بديلا كما ان إرادتنا الشعبية تعنى ألا يحكمنا
إلا مصرى وألا يكون عسكريا وان المسيحيين هم أبناء هذا الوطن وسيبقى
شعارنا مسلم ومسيحى إيد واحدة
وأعلن الدكتور صفوت حجازى أن اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة ستنظم
الجمعة القادمة إفطارا جماعيا وسوف تقام صلاة التراويح على أرض الميدان
بحضور الدكتور عمر عبد الكافى والشيخ محمد حسان
وألقى المستشار محمد فؤاد جاد الله نائب رئيس مجلس الدولة بيان اللجنة
التنسيقية رقم 22 باسم شعب مصر حيث طرح فيه مطالب مليونية اليوم والتى
تتلخص فى الآتى:
- محاكمة الرئيس المخلوع وعائلته وسرعة نقله للقاهرة
- تطهير باقى قيادات وزارة الداخلية المتورطين فى قتل الثوار
- العفو عن كافة الثوار الذين حوكموا عسكريا بعد الثورة
- إعادة هيكلة النيابة العامة بما يلبى اهداف الثورة.
- تطهير الجامعات والهيئات والمؤسسات الإعلامية من بقية رموز النظام السابق
- الزام الحكومة بسرعة اعداد الحد الادنى للأجور
- حل مجالس الاتحادات العمالية واتحاد الصناعات المصرية.
- حرمان كافة من أفسدوا الحياة السياسية من مباشرة الحقوق السياسية
- التحقيق فى ملف التمويل الاجنبى لبعض الجهات
- رفض المبادىء الحاكمة فوق الدستورية وقبول وثيقة توافقية بين كل القوى السياسية
- بقاء المجلس العسكرى على رأس السلطة حفاظا على كيان الدولة .