هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصوردخولالتسجيلتسجيل دخول الاعضاء
شريط الاخبار... لاضافة أخبارك علي الشريط المتحرك اضغط  أخبــار بنــا
..كلاكيت تاني مرة --- أحد المصلين يمنع الأستاذ محمد النحاس من أمامة الصلاة بمسجد الغوانم لكونه إخوانيا ...

 

 لدعوة إلى الله أعلى وظيفة مشرفة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ محمد غانم
..
..



عدد المساهمات : 382
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
الهواية : لدعوة إلى الله أعلى وظيفة مشرفة  Swimmi10
الـــدولــة : لدعوة إلى الله أعلى وظيفة مشرفة  Eg1010
المهنة : لدعوة إلى الله أعلى وظيفة مشرفة  Trader10
التقييم : 40
نقاط : 882

لدعوة إلى الله أعلى وظيفة مشرفة  Empty
مُساهمةموضوع: لدعوة إلى الله أعلى وظيفة مشرفة    لدعوة إلى الله أعلى وظيفة مشرفة  Icon_minitimeالأربعاء فبراير 29, 2012 6:16 pm


لدعوة إلى الله أعلى وظيفة مشرفة  757137










الدعوة إلى الله أعلى وظيفة مشرفة والتي تحرف معناها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسم.
هذا نتاج فكر وهم داخلي أخرجه حديث في أحد المنتديات؛


نبدأ
من حيث بدأ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الدعوة إلى الله ولأن
هذه الجملة دخل عليها ما أفسدها رغم صغر الجملة (الدعوة إلى الله) فقد مسها
التحريف فلذا سنرجع للمعنى الذي كان في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله
وصحبه وسلم. وصحابته رضي الله عنهم.


المقصود بلفظ الدعوة إلى الله وماحكمها وما شروطها وما حدودها وما ميدانها.
نأخذ
الإجابة فقط من عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته رضي الله عنهم.
والأمثلة كثيرة لكن طالب الحق يكفيه القليل أما غيره فكل دليل سيجد له
مناقض لرجوعه للنصوص فقط، لكن إن أخذنا فعل وحياة أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم فلا تناقض ولا تعارض.
والآن نلقي نظرة مأخوذة من كتاب حياة الصحابة رضي الله عنهم للعالم الكبير الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي رحمه الله:


أولا: حكمها وحدودهاوأخرج
الطبراني والبخاري في التاريخ عن عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه قال: جاءت
قريش إلى أبي طالب... فذكر الحديث كما سيأتي في باب تحمُّل الشدائد وفيه:
فقال له أبو طالب:
يا ابن أخي، والله ما علمتُ إِنْ كنت لي لمطاعاً، وقد جاء قومك يزعمون
أنَّك تأتيهم في كعبتهم وفي ناديهم تسمعهم ما يؤذيهم فإنْ رأيت أن تكفَّ
عنهم. فحلَّق ببصره إلى السماء فقال:
«والله ما أنا بأقدرَ أنْ أدَع بعثتُ به مِنْ أن يشعل أحدكم من هذه الشمس شعلة من نار». وعند البيهقي أنَّ أبا طالب قال له صلى الله عليه وسلم يا ابن أخي، إِنَّ قومك قد جاؤوني وقالوا كذا وكذا،
فأَبْقِ عليَّ وعلى نفسك ولا تحمِّلْني مِنَ الأمر ما لا أطيق أنا ولا أنت
فاكففْ عن قومك ما يكرهون من قولك،
فظنَّ
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ قد بَدَا لعمه فيه، وأنَّه خاذلُه
ومسلمُه وضَعفُ عن القيام معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
«يا عمّ، لو وُضعت الشمسُ عن يميني والقمرُ في يساري ما تركت هذا الأمر حتى يُظهرَهُ الله أو أهلِكَ في طلبه»؛ ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى ــــ فذكر الحديث كما سيأتي.
وأخرج
عبد بن حُمَيد في مسنده عن ابن أبي شيبة بإسناده عن جابر بن عبد الله رضي
الله عنهما قال: اجتمع قريش يوماً فقالوا: أنظروا أعلمكم بالسحر والكهانة
والشعر فليأت هذا الرجل الذي فرَّق جماعتنا وشتَّت أمرنا وعاب ديننا،
فليُكلمْهُ، وينظر ماذا يرد عليه، فقالوا: ما نعلم أحداً غيرَ عُتبة بن
ربيعة؛ قالوا: إئتهِ يا أبا الوليد، فأتاه عتبة فقال: يا محمد، أنت خير أم
عبد الله؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنت خير أم عبد المطلب؟
فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فإن كنتَ تزعم أنَّ هؤلاء خير منك
فقد عبدوا الآلهة التي عِبْتَ، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع
قولك إنَّا ــــ والله ــــ ما رأينا سَخْلة قط أشأم على قومه منك، فرقتَ
جماعتنا، وشتَّت أمرنا، وعِبتَ ديننا، وفضحتَنا في العرب، حتى لقد طار فيهم
أنَّ في قريش ساحراً وأنَّ في قريش كاهناً والله ما ننتظر إِلا مثلَ صيحة
الحبلى أنْ يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى أيها الرجل،
إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلاً، وإنْ كان إنما بك الباه فاختر أيَّ نساء قريش شئت فلنزوجكَ عشراً.
فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم «فَرغت؟» قال: نعم، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم «بسم الله الرحمن الرحيم، حم. تنزيلٌ من الرحمن الرحيم. كتابٌ
فُصِّلَتْ آياتُه قرآناً عربياً لقوم يعلمون. ــــ إلى أنْ بلغ ــــ فإن
أعرضوا فقل أنذرتكُم صاعقةَ مثلَ
صاعقةِ عادٍ وثمود»، فقال عتبة: حسْبُك ما عندك غير هذا؟ قال: «لا»؛ فرجع
إلى قريش فقالوا: ما وراءَك؟ قال: ما تركت شيئاً أرى أنكم تكلِّمونه إلا
كلّمته، قالوا: فهل أجابك؟ فقال: نعم، ثم قال: لا والذي نَصَبَها بَنِيَّة
ما فهمتُ شيئاً ممَّا قال غير أنَّه أنذركم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود
قالوا: ويلك يكلمك الرجل بالعربية لا تدري ما قال؟ قال: لا والله ما فهمت
شيئاً ما قال غير ذكر الصاعقة.
وقد رواه البيهقي وغيره عن الحاكم وزاد:
وإِن كنتَ إنما بك الرئاسة عقدنا ألويتنا لك فكنت رأساً ما بقيت. وعنده: أنَّه لما قال: «فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود» أمسك عتبة على فيهِ وناشده الرَّحِم أن يكفَّ عنه ولم يخرج إلى أهله واحتبس عنهم، فقال أبو جهل: والله يا معشر قريش، ما نرى عتبة إلا صبأ إلى محمد وأعجبه طعامه، وما ذاك إلا من حاجة أصابته، إنطلقوا بنا إليه. فأتَوه، فقال أبو جهل:
والله يا عتبة، ما جئنا إلا أنك صبوْتَ إلى محمد وأعجبك أمره، فإن كان بك
حاجة جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك ن طعام محمد، فغضب وأقسم بالله لا
يُكلِّم محمداً أبداً، وقال لقد علمتُم أني من أكثر قريش مالاً ولكنِّي
أتيته ــــ وقصَّ عليهم القصة ــــ فأجابني بشيء والله ما هو بسحر ولا بشعر
ولا كِهانة، قرأ «بسم الله الرحمن الرحيم. حم. تنزيل من الرحمن الرحيم
ــــ حتى بلغ ــــ فإنْ أعرضوا فَقُلْ أنذرتكُم صاعقةً مثل صاعقة عاد
وثمود»؛ فأمسكت بفيهِ وناشدته الرَّحِم أنْ يكفَّ، وقد علمتم أنَّ محمداً
إذا قال شيئاً لم يكذب فخفت أن ينزل عليكم العذاب، كذا في البداية . وأخرجه أبو يَعْلَى عن جابر رضي الله عنه مثل حديث عبد بن حُمَيد. وأخرجه أبو نُعيم
في الدلائل (ص 75) بنحوه، قال الهيثمي : وفيه الأجلحُ الكِندي وثَّقه ابن
مَعِين وغيره وضعفَّه النِّسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات. انتهى.
وأخرج أبو نُعيم
في دلائل النبوة (ص 76) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن قريشاً إجتمعت لرسول
الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد،
فقال عتبة بن ربيعة لهم: دعوني حتى أقومَ إليه أُكلمه فإني عسى أن أكون
أرفقَ به منكم، فقام عتبة حتى جلس إليه فقال: يا ابن أخي، أراكَ أوسطنا
بيتاً، وأفضلنا مكاناً، وقد أدخلت على قومك ما لم يُدخل رجل على قومه مثله
فإنْ كنت تطلب بهذا الحديث مالاً فذلك لك على قومك أنْ يُجمع لك حتى تكون أكثرنا مالاً. وإن كنت تطلب شَرَفاً فنحن نشرِّفك حتى لا يكون أحد من قومك أشرف منك ولا نقطع أمراً دونك. وإن كان هذا عن ملمَ يصيبك فلا تقدر على النزوع منه بذلنا لك خزائننا حتى نُعْذَر في طلب الطبِّ لذلك منك. وإن كنت تريد ملكاً ملَّكناك.
فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم «أَفرغت يا أبا الوليد؟» قال: نعم. قال:
فقرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حم السَّجْدة، حتى مرَّ بالسجدة،
فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعتبة مُلْقٍ يده خَلْف ظهره حتى فرغ من
قراءتها، ثم قام عتبة ما يدري ما يرجع به إلى نادي قومه، فلما رأوه مقبلاً
قالوا: لقد رجع إليكم بوجه غير ما قام من عندكم، فجلس إليهم فقال: يا معشر
قريش، قد كلمته بالذي أمرتموني به حتى إذ فرغت كلمني بكلام لا والله ما
سمعت أذناي مثله قط وما دريت ما أقول له يا معشر قريش، فأطيعوني اليوم
واعصوني فيما بعده واتركوا الرجل واعتزلوه، فوالله ما هو بتارك ما هو عليه،
وخلُّوا بينه وبين سائر العرب، فإن يظهر عليكم يكن شرفه شرفكم وعزه عزكم،
وإن يظهروا عليه تكونوا قد كُفيتموه بغيركم. قالوا: صبأت يا أبا الوليد.
وهكذا ذكره ابن إسحاق بطوله كما ذكر في البداية ، وأخرجه البيهقي أيضاً من
حديث عمر مختصراً، قال ابن كثير في البداية : وهذا حديث غريب جداً من هذا
الوجه.
نستفيد مما سبق
1- إنكاره صلى الله عليه وسلم أن تترك الدعوة إلى الله
2- رفض المغريات مهما بلغت
3- ركوب الصعاب في سبيل الدعوة.

ثانيا: لا شروطبعثه عليه السلام أبا أمامة إلى قومه باهلة
أَخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي أدعوهم إلى الله عزّ وجلّ، وأعرض عليهم شرائع الإِسلام،
فأتيتهم وقد سقَوا إبلهم وحلبوها وشربوا، فلما رأوني قالوا: مرحباً
بالصُّدَيّ ابن عَجْلان. قالوا: بلغنا أنك صبوت إلى هذا الرجل. قلت: لا،
ولكن آمنت بالله ورسوله، وبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم أعرض
عليكم الإِسلام وشرائعه. فبينا نحن كذلك إذ جاؤوا بقصعتهم فوضعوها واجتمعوا
حولها فأكلوا بها. قالوا: هَلُم يا صُديّ، قلت ويحكم إنما أتيتكم من عند
من يُحرِّم هذا عليكم إلا ما ذكَّيتُم كما أنزل الله. قالوا: وما قال؟ قلت:
نزلت هذه الآية: «حُرِّمت عليكم الميتةُ والدَّمُ ولحمُ الخنزير ــــ إلى
قوله ــــ وأن تستقسموا بالأزلام»، فجعلت أدعوهم إلى الإِسلام ويأبَون. قلت
لهم: ويحكم، إيتوني بشَرْبة من ماء فإنِّي شديد العطش، قال: وعليَّ
عِمامةٌ. قالوا: لا. ولكن ندعك تموت عطشاً. قال: فاعتممت وضربت برأسي في
العمامة ونمت في الرمضاء في حرَ شديد، فأتاني آتٍ في منامي بقدح زجاج لم يَرَ الناس أحسن منه، وفيه شراب لم يَرَ الناس آلف منه،
فأمكنني منها فشربتها، فحيث فرغت من شرابي إستيقظت، ولا والله ما عطشت لا
عرفت عطشاً بعد تيك الشربة. قال الهيثمي وفيه: بشير بن شريح وهو ضعيف ــــ ا
هـ. وأخرجه ابن عساكر أيضاً بطوله مثله كما في كنز العمال . وأخرجه أبو يعلى
مختصراً وزاد في آخره: ثم قال لهم رجل منهم: أتاكم رجل من سَرَاة قومكم
فلم تتحفوه؟ فأتَوني بلبن. فقلت: لا حاجة لي به، وأريتهم بطني فأسلموا عن
آخرهم. ورواه البيهقي في الدلائل وزاد فيه: أنه أرسله إلى قومه باهلة، كذا
في الإِصابة . وأخرجه الطبراني بإسنادين؛ وإسناد الأولى حسن، فيها: أبو غالب وقد وُثِّق ــــ انتهى. وأخرجه الحاكم في المستدرك . وقال الذهبي: وصدقة ضعِّفه ابن مَعِين.

دعوته صلى الله عليه وسلم لِضماد رضي الله عنه
أخرج مسلم والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم ضِماد مكة
ــــ وهو رجل من أزْدِشَنوءَة ــــ وكان يرقي من هذه الرياح، فسمع سفهاء
من أهل مكة يقولون: إنَّ محمداً مجنون فقال: أين هذا الرجل؟ لعلَّ الله أن
يشفيَه على يديَّ، فلقيت محمداً فقلت: إني أرقي من هذه الرياح وإنَّ الله
يشفي على يديَّ من شاء فهلمَّ؛ فقال محمد: «إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه،
من يهدِه الله فلا مضلَّ له ومن يُضْلِلْ فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له» ــــ ثلاث مرات ــــ، فقال: والله لقد سمعتُ قول
الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء، فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات، فهلُمَّ يدك أبايِعْك على الإِسلام.
فبايعه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال له: وعلى قومك، فقال: وعلى قومي.

فبعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً فمرُّوا بقوم ضِمَاد، فقال: صاحب
الجيش للسريَّة: هل أصبتم من هؤلاء القوم شيئاً؟ فقال رجل منهم: أصبت منهم
مَطْهَرَة، فقال: ردَّها عليهم فإنهم قوم ضِمَاد. وفي رواية. فقال له ضماد:
أعِدْ عليّ كلماتُك هؤلاء، فلقد بلغنَ قاموس البحر. كذا في البداية .
وأخرجه أيضاً النِّسائي والبَغَوي ومُسَدِّد في مسنده كما في الإِصابة . وأخرجه أبو نعيم
في دلائل النبوّة (ص 77) من طريق الواقدي قال: حدّثني محمد بن سُلَيط عن
أبيه عن عبد الرحمن العدوي قال: قال ضِمَاد: قدمت مكة معتمراً فجلست مجلساً
فيه أبو جهل وعتبة بن ربيعة وأُميّة بن خَلَف، فقال أبو جهل:
هذا الرجل الذي فرَّق جماعتنا، وسفَّه أحلامنا، وأضلَّ من مات، منا، وعاب
آلهتنا؛ فقال أُمية: الرجل مجنون غير شكَ. قال ضماد: فوقعتْ في نفسي كلمتُه
وقلت: إني
رجل أعالج من الريح، فقمت من ذلك المجلس وأطلب رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلم أُصادفه ذلك اليوم حتى كان الغد، فجئته فوجدته جالساً خلف
المَقَام يصلِّي، فجلست حتى فرغ ثم جلست إليه فقلت: يا ابن عبد المطلب،
فأقبل عليّ فقال: ما تشاء؟ فقلت: إنِّي أعالج من الريح، فإن أحببت عالجتك
ولا تُكبِرنَّ ما بك فقد عالجت من كان به أشدّ مما بك فبرأ، وسمعت قومك
يذكرون فيك خصالاً سيئة: من تسفيه أحلامهم، وتفريق جماعتهم، وتضليل من مات
منهم، وعيب آلهتهم، فقلت: ما فعل هذا إلا رجل به جِنَّة. فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم «الحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه، من
يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله». قال ضماد: فسمعت كلاماً
لم أسمع كلاماً قطُّ أحسن منه فاستعدته الكلام فأعاد عليّ، فقلت:
إلامَ تدعو؟ قال: «إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، وتخلع الأوثان من
رقبتك، وتشهد أنِّي رسول الله». فقلت: فماذا لي إن فعلت؟ قال: «لك الجنة»
، قلت: فإنِّي أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأخلع الأوثان من رقبتي وأبرأ منها، وأشهد أنَّك عبد الله ورسوله. فأقمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عُلِّمت سوراً كثيرة من القرآن، ثم رجعت إلى قومي.
قال عبد الله بن عبد الرحمن العدوي: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه في سريّة وأصابوا عشرين بعيراً بموضع
واستاقوها، وبلغ عليَّ بن أبي طالب أنَّهم قوم ضِمَاد فقال: ردّوها إليهم،
فرُدَّت.

أخرج أبو يَعْلى
عن حرب بن سُريج قال: حدثني رجل من بلْعَدَوِيَّة، قال: حدثني جدِّي قال:
انطلقت إلى المدينة فنزلت عند الوادي، فإذا رجلان بينهما عنز واحدة وإِذا
المشتري يقول للبائع؛ أحسن مبايعتي، قال: فقلت في نفسي: هذا الهاشمي الذي
قد أضلَّ الناس أهو هو؟ قال: فنظرت فإذا رجل حسن الجسم عظيم الجبهة، دقيق
الأنف، دقيق الحاجبين، وإذا من ثُعْرة نحره إلى سُرّته مثل الخيط الأسود
شعر أسود، وإِذ هو بين طِمْرين قال: فدنا منا فقال: السلام عليكم، فرددنا
عليه، فلم ألبث أن دعا المشتري فقال: يا رسول الله، قل له: يحسن مبايعتي،
فمدَّ يده وقال: «أموالكم تملكون، إنِّي أرجو أن ألقى الله عزّ وجلّ يوم
القيامة لا يطلبني أحد منكم بشيء ظلمته في مال ولا في دم ولا عرض إلا بحقه.
رحم الله أمرأ سهل البيع، سهل الشراء، سهل الأخذ، سهل العطاء، سهل القضاء،
سهل التقاضي»، ثم مضى. فقلت: والله لأقضينَّ هذا فإنه حسن القول، فتبعته
فقلت: يا محمد، فالتفت إليَّ بجميعه فقال: «ما تشاء؟» فقلت: أنت الذي
أضللتَ الناس وأهلكتَهم وصدَدتهم عمَّا كان يعبد آباؤهم؟ قال: «ذاك الله».
قال: ما تدعو إليه؟ قال: «أدو عباد الله إلى الله» قال: قلت:
ما تقول؟ قال: «أشهد أن لا إله إلا الله وأنِّي محمد رسول الله، وتؤمن بما
أنزله عليَّ، وتفكر باللات والعُزَّى، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة». قال:
قلت: وما الزكاة؟ قال: «يردّ غنينا على فقيرنا»؛ قال: قلت: نِعمَ الشيء
تدعو إليه. قال: فلقد كان وما في الأرض أحد يتنفس أبغض إليّ منه، فما برح
حتى كان أحب إليّ من ولدي ووالديَّ ومن الناس أجمعين. قال: فقلت: قد عرفتُ؛
قال «قد عرفتَ؟» قلت نعم؛ قال: «تشهد أن لا إِله إِلا الله وأنِّي محمد
رسول الله، وتؤمن بما أُنزل عليّ»،
قال:
قلت: نعم، يا رسول الله، إنِّي أرد ماءً عليه كثير من الناس فأدعوهم إلى
ما دعوتني إليه، فإنِّي أرجو أن يتَّبعوك، قال: نعم، فادعهم»؛ فأسلم أهل
ذلك الماء رجالهم ونساؤهم، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه
. قال الهيثمي وفيه: راوٍ لم يسمَّ، وبقية رجاله وُثِّقوا. انتهى.


ثالثا: المقصود بلفظ الدعوة إلى الله

مقدمة ضرورية:

حسب بحثنا هذا وللتوضيح نقول إن الدعوة نوعان:

1- اساسي وفطري (دعوة عامة لاينفك عنها كل مؤمن)
وهذا لايترك بأي حال ولا ينفك عنه كل مسلم من العوام حتى العلماء وأهل كل
صنعة (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله
وما أنا من المشركين).


وكلمة
على بصيرة التي خاض فيها الكثير معناها الأبسط والأوضح: هو أن كل
(المؤمنين) على بصيرة أما الكفار ولو بلغ بهم الذكاء مبلغا حتى صنعوا ما
صنعوا فليسو على بصيرة. حتى إبليس عنده علم الدين بلا بصيرة والثلاثة الذين
هم أول من تسعر بهم النار لم يكونوا على بصيرة.


الذي
على بصيرة من ربه لا يأكل بدينه دنيا ولا يرائي ولا يقرأ القرآن أو ينفق
أو يجاهد ليقال قارئ أو جواد أو شجاع، لأنه لا عظيم عنده سوى ربه. هذا هو
معنى البصيرة بأبسط توضيح وأسهله.


والذي على بصيرة لايترك هذه الدعوة الفطرية أبدا وستعرف ذلك قريبا.

وجميع
ماسبق من قصص الصحابة رضي الله عنهم يوضح هذا فلا شرط العلم ولا قوة
الشخصية ولا شرط الفصاحة والبيان، مطلوب لهذا النوع من الدعوة والذي سنشرحه
قريبا.


وننقل من كتاب حياة الصحابة رضي الله عنهم للعالم الكبير الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي رحمه الله مايلي:

أخرج أحمد بإسناد حسن عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان عبد الله بن رواحة رضي الله عنه إذا لقي الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تعالَ نؤمن بربنا ساعة،
فقال ذات يوم لرجل فغضب الرجل فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا
رسول الله ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم «يرحم الله ابن رواحة إنَّه يحب المجالس التي تتباهَى بها الملائكة».
كذا في الترغيب ، وقال الحافظ ابن كثير في البداية : هذا حديث غريب جداً،
وقال البيهقي بإسناده عن عطاء بن يسار: أن عبد الله بن رواحة قال لصاحب له:
تعالَ حتى نؤمن ساعة، قال: أولسنا بمؤمنين؟ قال: بلى ولكنا نذكر الله فتزداد إيماناً، وقد روى الحافظ أبو القاسم اللألَكائي عن شريح عن عبيد أن عبد الله بن رواحة كان يأخذ بيد الرجل من أصحابه فيقول: قُمْ بنا نؤمن ساعة فنجلس في مجلس ذكر. وهذا مرسل من هذين الوجهين. انتهى.
وأخرجه القيالسي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: كان عبد الله بن رواحة رضي الله عنه يأخذ بيدي فيقول: تعالَ نؤمن ساعة،
إن القلب أسرع تقلُّباً من القِدْر إذا استجمعت غليانها. وعند ابن عساكر
عنه قال: كان عبد الله بن رواحة إذا لقيني قال لي: يا عُميرم اجلس نتذاكر ساعة، فنجلس فنتذارك، ثم يقول: هذا
مجلس الإيمان، مَثَلُ الإِيمان مَثُلُ قميصك، بينا أنك قد نزعته إذا
لبسته، وبينا أنك قد لبسته إذ نزعته، القلب أسرع تقلُّباً من القدر إذا
استجمعت غليانها
، كذا في الكنز .
وأخرج ابن أبي شيبة واللأَلكائي في السنة عن أي ذر رضي الله عنه قال: كان عمر ممّا يأخذ بيد الرجل والرجلين من أصحابه فيقول: قم بنا نزداد إيماناً، فيذكرون الله عز وجل، كذا في الكنز . وأخرج أبو نعيم في الحلية عن الأسود بن هلال قال: كنا نمشي مع معاذ رضي الله عنه فقال لنا: اجلسوا بنا نؤمن ساعة.

الألفاظ
الواردة هنا مثل: "مجلس ذكر، ونتذاكر، فيذكرون الله، نؤمن ساعة، مجلس
الإيمان..." الذكر هنا مقصده ذكر الله أي تعظيم الله وتكبيره وهو الدعوة
إليه عز وجل، ونؤمن بربنا أي نتحدث عن عظمة ربنا وأنه هو الكبير وغيره
صغير"

المقصود بلفظ الدعوة إلى الله
الإنسان
يتكلم دائما حول أقوى إهتماماته، التجار يتكلمون في تجارتهم، السباكون،
المزارعون، الأطباء، المرضي في المستشفيات، أصحاب السيارات ومعارضها،
الجزارون، وإذا جاء مزارع أو صاحب معرض سيارات في بيئة أطباء فهو يستمع
والعكس كذلك...


لذلك
فطريا فالمؤمن بأنه لا عظيم في عينه وفي قلبه سوى الله ولا محبوب له سوى
الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا جليل أمامه سوى الجنة وما وعد
الله فهل يتحدث أو يحب أن يسمع سوى عن الجنة وما وعد الله وعن ربه محبوبه
وعن نبيه حبيبه؟؟؟!!!


إذاً،
فالتاجر المؤمن أو الحاكم المؤمن أو الطبيب المؤمن أو المهندس المؤمن كيف
يفعل؟ هل يمكن الجمع بين عمله وهذه الدعوة التي نتحدث عنها هنا


مادام
قلبه متعلق بربه حبا وتعظيما وكذا بالآخرة الأبقي وبنبيه الحبيب إليه فهو
حكيم وعلى بصيرة، المهم قلبه ليس متوجه لغير الله فلذلك تجد مثل هؤلاء وقد
وجدناهم في المناصب الكبرى والتجارات الكبيرة بل منهم علماء صناعة الذرة
والإلكترونيات وكبار أطباء، أحدهم يقوم بعمله على أكمل وجه ويتكلم مع من
يختلط معهم عما يحب هو، وخاصة إذا فتحوا هم أمامه محبوباتهم وما يعظمونه من
مال وعقار وحكومات فيبدأ بتوجيههم للعظيم حقيقة.....


ميدانها:
كل المسلمين وغير المسلمين والإنس والجن، أمام كل أحد نكبر ربنا حتى الزوج
أمام زوجته والزوجة أمام زوجها، الجميع بما أنه مسلم فلا يكبر في مجالسه
غير الله ولا حديث له سوى الدار الأبدية ولا مقابلة أو مقارنة للدنيا
بالآخرة. هذا هو الأصل الذي عندما تركناه دخل السوس في القلوب وهو حب
وتعظيم غير الله.


لذا
عند ترك هذه الدعوة فمع وجود الدين يدخل ضعف الإيمان حتى يكون الإيمان في
النزع الأخير وصاحبه عالم كبير أو عابد كبير وليس له هم إلا الجري خلف
الدنيا واللهث وراء من يملكونها. ويبحث كيف يتملكها حتى لو باع دينه، أي:
عبادته وعلمه. وكل هذا بسبب ترك هذه الدعوة الأساسية الفرضية.


2- (دعوة مشروطة) والمدعو يكون ممن أسلم أما الداعي فلا بد له من علم ما يريد الدعوة والحديث حوله. وهذه هي الدعوة التي يقال عنها فرض كفاية.

هل لابد للداعي من العلم قبل التصدي للدعوة؟

إذا
فهمت الدعوة على أنها الخطابة أو الفتيا أو المحاضرات فلا بد من العلم هنا
ويا حبذا مَنْعُ من يقوم بذلك إلا بشهادة وموافقة خطية من العلماء
المحليين في كل بلد ومسندة أيضا، أي أن الذي يعطي الإذن هو مأذون له، وليس
شهادة دراسية دينية فقط.


ميدانها المسلمون فقط أو من أسلم جديدا بحسب الحال.

هذا
القسم الذي يضايقنا بعض أدعياء العلم فيه فيقولون أنتم تدعون بلا علم رغم
أن في أكثرنا العلم ولكننا لانباهي به لأننا تعلمنا الأدب مع ربنا ومع
علمائنا ويؤيدنا كبار أهل العلم المنصفين في العالم الإسلامي.


فمنا
العالم ومنا العامي وكلنا دعاة كما رأينا الأمثلة في حياة الأصحاب الكرام،
فنحن على نهجهم نمشي ومن لم يفهم نهجهم فهو الذي ينقصه العلم وليس
الأحباب، الأحباب هم الأعلم.


ولو
جاء بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورأى أحد أدعياء العلم لباسه وأنه
أمي لا يقرأ ولا يكتب ولكن هذا الصحابي جالس وحوله قوم يستمعون لحديثه عن
الجنة وعن قصص الأنبياء لوصمه بالجهل عافانا الله وإياه وإياكم.


أعتذر
ايها الإخوة فالتقسيم للتوضيح فقط وحتى لايعترض أحد على أي شخص يتكلم عن
قوة الله وقدرته ويحبب الله إلى خلقه أو يحبب خلقه إليه أو يتكلم معهم عن
الجنة وأنها خير وأبقى، ولا يتدخل في الأحكام والمسائل ولا تفسير قرآن أو
حديث ولا يقرأ حديثا أو آية إلا وهو يتقنها. فهنا الشرط الوحيد هو أنه
مسلم.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لدعوة إلى الله أعلى وظيفة مشرفة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من بعط نعم الله علين وفضل الله على الانسان
» صدق رسول الله صلي الله علية وسلم
» لا اله الا الله
» لا إله إلا الله
» لك الله يا مصر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: 
هــذا ديــننــــــا
 :: . :: الخطـب والدروس
-
انتقل الى: