''من علامات موت القلب عدم الحزن على ما فاتك من الموافقات وترك الندم على ما فعلته من وجود الزلات''.
القلبُ إذا كان حيا بالإيمان حزن على ما فاته من الطاعات وندم على ما فعله من الزلاّت. ومقتضى هذا وجود الفرح بما يستعمل فيه من الطاعات، ويوفّق له من اجتناب المعاصي والسيئات، وقد جاء في الخبر: ''من سرّته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن'' أخرجه الترمذي وأحمد. فإذا لم يكن العبد بهذا الوصف، وعدم الحزن على ما فاته والندم على ما أتاه، فهو ميت القلب!! وإنما كان ذلك من قبل أن أعمال العبد الحسنة والسيئة علامتان على وجود رضا الله تعالى عن العبد وسخطه عليه، فإذا وفَّق الله تعالى عبده للصالحات سرّه ذلك، لأنه علامة على رضاه عنه، وغلب حينئذ رجاؤه. وإذا خذله ولم يعصمه فعمل بالمعاصي ساءه ذلك وأحزنه لأنه علامة على سخطه عليه وغلب عليه حينئذ خوفه. والرجاء يبعث على الاجتهاد في الطاعات وليس من مقتضاه تركها وعدم الحزن على ما فاته منها أمنا واغترارا، والخوف يبعث على المبالغة في اجتناب المعاصي والسيئات وليس من مقتضاه فعلها، وترك الندم عليها إياسا
لا تنسونا من صالح دعائكم