فتحت صندوق الرسائل فوجت

فتحت صندوق الرسائل فوجدت رسالتين من أخوين كريمين وأستاذين فاضلين أرسلاهما في وقت واحد فأحببت أن أنشرهما مع الرد(1) من غير أن أتعرض بالذكر لاسميهما .
<blockquote>الرسالة الأولى :
سلام الله عليك ورحمته وبركاته ، ألا ترى أن الطرق بكثرة على أخطاء
الإسلاميين إنما يترك مجالا خصبا ومرتعا واسعا لبعض من يتلصصون على الأخطاء
ويتلمسون العثرات والزلات لا لإقالتها وإنما لتضخيمها خاصة من تشوهت
عقولهم بل تشكلت أفكارهم فى ظل نظام كان شغله الشاغل الحث على كره الفكرة
الإسلامية ومحاولة طمث معالمها فى نفوس الناس بشتى الوسائل . فمثل هؤلاء مع
الأخطاء ككرة الثلج كلما تدحرجت فى الجليد كبرت . أفلا ترى أنه يجب
التعاطى بالحكمة والحذر مع هذه الأخطاء حتى يبارح هذا المجتمع التشوه
الفكرى الذى إستسلم له الكثيرون .</blockquote>( الرد ) :
أخى وأستاذى : تعرف أنى من الإسلاميين أو هكذا أرى نفسي ، وأعتبر أن
الدعوة الإسلامية أهم ما يشغلنى ، ولقد أخذت على نفسي عهدا أن أنافح عنها
غير مبال بقريب أو صديق أو مسلم أو غير مسلم هل يقع قولى من أحدهم موقع
الرضا أم لا !!
ولئن
صدق ما قلتم فإن الحل الذي أراه لمواجهة ذلك هو أن أذكر الخطأ ولا أبالى
بأحد غير ما يستقر في نفسي ويقتنع به عقلى ولا أرى منه مانعا في شرع الله ،
فمادام نصحى لايصل إلى حد الغيبة ولا يخترق خصوصيات الأفراد فيما استتروا
به ولم يعلنوه على الناس ليتفاعلوا معه فلا حرج من هذا النصح ، وربما يا
أخى - والعفو منكم - قد خانكم التعبير ، فتعلق الناس بالحق لا بقائله
وبالإسلام لا بسلوك المسلمين هو الأجدى في علاج ماذكرتم أما سلوك المجاملة
والتجميل أو حتى غض الطرف فلا !!..
إننى
حين أذكر ما أراه خطأ من سلوك الاسلاميين أحاول أن أذكره مشفوعا بنقاء
الشريعة وصفائها ،,ولا أجنح إلى التعميم أو إهالة التراب على حسنات
المحسنين ،، وعندى أن السعى في أن يقدر المسلمون شريعتهم الحكيمة ، الرحبة
والرحيمة خير وأولى من الاهتمام بتجميل ما يبدو قبيحا أو تصويب ما يبدو
خطأ ، وكأن الحق المبثوث في شريعة الله مرهون فى بقائه واقتناع الآخرين به
بوجه فلان أوجاهة وعرضه ..
عفوا أخى فقد ظلم البعض منا دينه من حيث يظن أنه إليه يحسن ،،
ولله
در أمير المؤمنين حين قال : (رحم الله رجلا أهدى إلى عيوبي ، لا خير فيكم
إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها ) ومما قال أيضا ( لقد رأيتنى
عميرا أرعى غنما لبنى فلان على تميرات - وقد كان حينها أميرا للمؤمنين) .
وأخيرا أقتبس من مقالى " هل نبالغ في الحرص على الجماعة ؟ " ما يتمم ما قلته هنا : {
إن من العمل للاسلام ماهو فكري ثقافي توعوي ، يعكف عليه صاحبه ويحاول أن
يسد فيه ثغرة يراها من وجهة نظرة أكبر اتساعا ، ويختص من هذا العمل الفكري
التوعوي جانبا يراه أولي وأهم علي نحو مايصف الحديث منزلة القلب من الجسد
بأنها مضغة " إذا صلحت صلح الجسد كله .." فهذا الشخص حر في اختياره وحر
فيما يختص به من عمل يعطيه جزءا كبيرا من اهتمامه.
ذلك أن
المسلم مأمور بواجب الدعوة إلي الله والعمل للاسلام وفقا لما يمتلك من قدرة
ووعي ، وجمهور الدعوة هم (كل من عداه) سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين ،
أو كانوا إسلاميين أوتيارات أخري ..والشخص فقط هو من يحدد أي صنف من جمهور
الدعوة أولي باهتمامه وفقا لقراءته الخاصة ومعاييره التي ينطلق منها }.
<blockquote>الرسالة الثانية :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة الاخ محمد لاشين حسبتك دائما الاخ الوفى
والناصح الامين لذلك لن أقصر فى نصحك إذا احتجت النصيحة ... يا
أخى لقد ارتضينا الإسلام دينا وأخذنا طريق الإخوان مُعين ، المنهج ثابت
والأفراد تزل وتثبت ... لقد كان قرار انفراد الدكتور أبو الفتوح بالترشيح
خروجا عن إجماع الجماعة مما وجه لها إساءة ... إن جماعة بحجم الإخوان المسلمين لا تقف عند فرد حتى وإن كان هذا الفرد هو أستاذنا ومعلمنا الدكتور أبو الفتوح ..فماذا لو مات أبو الفتوح وكلنا إلى الله سائرون ... اتق
ربك يا أخى وارجع إلى مدرستك وخلى عنك مناصرة فرد على حساب كيان كبير مثل
جماعة الإخوان المسلمين ولا تخجل يا أخى من إخوانك وقل لهم : أن عمر بن
الخطاب قال (مراجعة الحق أولى من التمادى فى الباطل)!! ... وتذكر بيعتنا التى بايعناها.. هداك الله الى البر فى القول والفعل .. أخوك المخلص وصديق دربك وزميل دراستك.</blockquote>( الرد )
: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،، لا يمنعنى الاختلاف معكم فيما قلتم
أن أبدى تقديرى لنصحكم ومشاعركم الصادقة ، وأسأل الله تعالى أن يهدينا
وإياكم سواء السبيل ، وأؤكد لكم أنى من التعصب أفرُّ ومن الدوران في فلك
الأفراد أهرب .. ولقد اقتنعت بما استقر عليه أمري ، وهل يحاسب المرء إلا
على ما يقتنع ؟.. أوَ ليس العقل مناط التكليف ؟ أوَ ليس العقل هبة الخالق
إلى الإنسان المخلوق ؟ وأحسب أنى بريء من الهوى ، وكما أن الأرواح جنود
مجندة تتعارف فتأتلف وتتناكر فتختلف .. فكذلك العقول . .
أما
ما يخص فصل الدكتور أبو الفتوح ، فقد كتبت في ذلك مقالا آمل أن يكون فيه
توضيحا لرأيي ، فإن أصبت فبفضل ربى ، وإن أخطأت فبتقصيرى وعجزى ، وحسبى أنى
رُمتُ الحق والله من وراء القصد .
إليكم المقال : فصل د.عبدالمنعم أبوالفتوح من الجماعة . أين الخلل ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــ